ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا
* * *
وبعد أن أشار سبحانه إلى أن الله تعالى منفذ عقابه وثوابه، وإلى أن الدين الحق هو إخلاص الذات والقلب والنفس لله تعالى، بين سبحانه وتعالى أن
ما في السماوات والأرض كله له. فمن أخلص لله تعالى، فقد أخلص للقوي القادر القاهر الذي لا يخرج عن سلطانه شيء في الملكوت. وإن هذا لدليل على
أنه وحده المستحق للعبادة، وإسلام الوجه والطاعة له سبحانه وتعالى.
[ ص: 1876 ] وإنه سبحانه يحيط بكل شيء في هذا الوجود إحاطة قدرة وتصرف، فهو وحده المتصرف في السماوات والأرض وما بينهما، وإحاطة علم فهو يعلم كل ما في الكون وما في النفوس، فلا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض إنه وحده الخالق والمكون والمصرف والسميع البصير. اللهم املأ قلوبنا بذكرك، فبذكرك تطمئن القلوب.
* * *