[ ص: 1886 ] وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما
* * *
أي إنه إذ لم يستطيعا إصلاح ما بينهما، ولم يصلح غيرهما ذلك الإصلاح لم يبق إلا أن يتفرقا، وهذا ما تقتضيه الفطرة، ولذلك أسند التفرق إليهما معا، لا إلى أحدهما! لأن التفرق بالطلاق نتيجة تفرق القلوب، وإنه إذا كانت هذه الحال أغنى الله كل واحد عن الآخر من سعة الرحمة التي يرحم بها عباده،
وكان الله واسعا حكيما وكان الله تعالى ولا يزال واسع الرحمة، فكلمة "واسعا" على تقدير مضاف، وهو الرحمة، وكان ولا يزال حكيما، يشرع بعباده بمقتضى حكمته ما هو أصلح لهم، ولو كانت النفوس تنزعج له أو تبغضه، وإن المرأة الفاضلة الكريمة إذا أعرض زوجها أو استعلى عليها ولم يمكن إصلاح ستجد من المجتمع من يقدر فضلها، ويبدلها من الناشز عدلا من الرجل، اللهم أصلح أمورنا، وابسط المودة بيننا، إنك سميع الدعاء.
* * *