وقوله تعالى
بل رفعه الله إليه
* * *
إضراب بياني فيه رد لزعمهم القتل، والمعنى بل إنه لم يقتل، وأن الله رفعه إليه، وظاهر القول أن الرفع كان بجسده وروحه، لا بروحه فقط، وبهذا جاء التفسير المأثور، وعليه أكثر المفسرين، وأيدته السنة، وإن كانت أخبار آحاد، وقد فسر بعض العلماء الرفع بأنه رفع الروح، وأخذوا ذلك من قوله تعالى:
إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران ].
فبمقتضى النسق الظاهر يكون الرفع عقب الوفاة. وقد ذيل الله سبحانه وتعالى الآية بقوله تعالى:
وكان الله عزيزا حكيما
وفيه
وصف الله تعالى الدائم بأنه العزيز الرفيع الجناب الذي لا يلجأ إليه أحد إلا أعزه، وأعلى قدره، وحماه، كما فعل مع
ابن مريم وغيره من أنبيائه عليهم السلام، وهو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها.
* * *