لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير
في هذا النص الكريم بيان للحق الذي لا مجال للريب فيه، وبيان لسلطان الله تعالى على كل ما في السماوات وما في الأرض، وأنه ذو سلطان في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهو القادر على كل شيء يريده، لا يعجزه شيء في السماء ولا في الأرض، وفي الكلام إشارات بيانية نذكرها.
الأولى: إثبات أن الله وحده هو الجدير بالألوهية، والمستحق للعبادة؛ لأنه ذو السلطان الكامل، المالك لكل شيء.
[ ص: 2415 ] الثانية: أن تقديم لفظ الجلالة يفيد وحدة سلطانه وملكه وقدرته؛ أي أنه وحده المالك لكل شيء.
الثالثة: ذكر السماوات والأرض، والتصريح بما فيهن للإشارة إلى أن كل شيء فيهن مخلوق له سبحانه، وليس فوقه أحد فلا يقال: إن أحدا له سلطان بجوار سلطانه وإن المعجزات التي تجري على أيدي بعض النبيين من خلقه هو الذي خلقه على يديه وليس النبي خالقها.
الرابعة: إثبات أنه قادر على كل شيء لا يتقيد بالأسباب والمسببات؛ لأنه على كل شيء قدير، وهو خالق الأسباب.
الخامسة: تقديم الجار والمجرور يفيد كمال قدرة الله تعالى على الأشياء إنه حميد مجيد، سميع بصير عزيز حكيم.