[ ص: 2789 ] وإن هذا العلم الذي ثبت بالعيان والشهادة هو الذي يبنى عليه الحساب والعقاب; ولذا قال تعالى:
والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون والوزن يومئذ الحق أي: يكون الوزن للأعمال وزنا حقا ثابتا لا يميل إلى باطل، ولا يكون مبنيا إلا على الحق، و: "الوزن" مبتدأ و: "الحق" خبره، وتعريف الطرفين يكون دالا على القصر، أي أن الوزن يكون مقصورا على الحق لا يأتي بباطل، فهو مقياس دقيق يميز خير الأعمال من شرها،
فمن ثقلت موازينه موازينه جمع ميزان، أي: من رجحت كفة موازينه بأن كانت أعماله في كفة الميزان كبيرة ثقيلة
فأولئك هم المفلحون الفائزون، أي: أنهم المفلحون وحدهم لا يفلح غيرهم، وذلك لتعريف الطرفين، والإشارة إلى من ثقلت موازينه، وهنا يقال: إن الميزان واحد، فلماذا كان التعبير بالجمع بكلمة (موازينه)؟ فنقول في الإجابة عن ذلك: إنه لتعدد الأعمال الموزونة يكون كل صنف منها قد ثقل فيها ميزانه، فيكون قد ثقلت موازينه.
وكذلك يقال فيمن خفت موازينه، وقد قال تعالى فيمن خفت موازينه: