وهو دال على استنكار
موسى بسبب ما أعطاهم الله من نعم لم ينعم بها أحد من العالمين، وهي آية عظيمة من آيات رب العالمين تدل على كمال توحيده، وأنه المتفرد بالإيجاد والخلق والتدبير، فقال:
وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب أي اذكروا نعمة الله
[ ص: 2943 ] عليكم، وآياته فيكم إذ نجاكم من آل فرعون، وذكر آل فرعون; لأن آل
فرعون وحاشيته هم المعاونون المحسنون لما ارتكب من طغيان وظلم، والذين يسولون له كل ظلم، ويبررون ما يفعل من شر، وذكرهم ذكر له لأنه رأس الفساد، وغيره تابع له محسن ومسول، وهم كالشياطين حوله يشاركونه في الإثم، ولا يعفى منه
يسومونكم أي: يذيقونكم سوء العذاب، ثم بينه سبحانه بقوله:
يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم أي: ويل شديد اختبرتم به أشد اختبار، فهل تكفرون بالله تعالى الذي نجاكم وتشركون به؟!