سورة مريم:
أقول: ظهر لي في
وجه مناسبتها لما قبلها: أن سورة الكهف اشتملت على عدة أعاجيب: قصة أصحاب الكهف، وطول لبثهم هذه المدة الطويلة بلا أكل ولا شرب، وقصة
موسى مع
الخضر، وما فيها من الخارقات، وقصة ذي القرنين، وهذه السورة فيها أعجوبتان: قصة ولادة
يحيى بن زكريا، وقصة ولادة
عيسى، فناسب تتاليهما.
[ ص: 116 ] وأيضا فقد قيل: إن أصحاب الكهف يبعثون قبل قيام الساعة، ويحجون مع
عيسى ابن مريم حين ينزل، ففي ذكر سورة
مريم بعد [ذكر] 4 سورة أصحاب الكهف مع ذلك -إن ثبت- ما لا يخفى من المناسبة.
وقد قيل أيضا: إنهم من قوم
عيسى، وإن قصتهم كانت في الفترة، فناسب توالي [سورة] 5 قصتهم و [سورة] 5 قصة نبيهم.