سورة ن والحاقة
...
سورة ن:
أقول: لما ذكر سبحانه في آخر [سورة] 1 تبارك التهديد بتغوير الماء، استظهر
[ ص: 142 ] عليه في هذه السورة بإذهاب ثمر أصحاب البستان في ليلة بطائف طاف عليه وهم نائمون، فأصبحوا لم يجدوا له أثرا، حتى ظنوا أنهم ضلوا الطريق، وإذا كان هذا في الثمار وهي أجرام كثيفة، فالماء الذي هو لطيف رقيق أقرب إلى الإذهاب; ولهذا قال:
وهم نائمون فأصبحت كالصريم "19، 20"، وقال هناك:
إن أصبح ماؤكم غورا "الملك: 30" إشارة إلى أنه يسري عليه في ليلة كما أسري على الثمرة في ليلة.
سورة الحاقة:
أقول: لما وقع في "ن" ذكر يوم القيامة مجملا في قوله:
يوم يكشف عن ساق "القلم: 42" الآية، شرح ذلك في هذه السورة نبأ هذا اليوم، وشأنه العظيم.