سورة الزخرف
467 -
قوله : ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ، وفي الجاثية :
إن هم إلا يظنون ؛ لأن ما في هذه السورة متصل بقوله :
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا . والمعنى : أنهم قالوا : الملائكة بنات الله ، وإن الله قد شاء منا عبادتنا إياهم . وهذا جهل منهم ، وكذب ، فقال سبحانه :
ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون أي يكذبون .
وفي الجاثية خلطوا الصدق بالكذب . فإن قولهم :
نموت ونحيا صدق ، فإن المعنى : يموت السلف ويحيى الخلف . وهي كذلك إلى أن تقوم الساعة . وكذبوا في إنكارهم البعث ، وقولهم :
وما يهلكنا إلا الدهر ، ولهذا قال :
إن هم إلا يظنون أي : هم شاكون فيما يقولون .
[ ص: 225 ] 468 -
قوله : وإنا على آثارهم مهتدون ، وبعده :
مقتدون خص الأول بالاهتداء ؛ لأنه كلام
العرب في محاجتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وادعائهم أن آباءهم كانوا مهتدين ، فنحن مهتدون ، ولهذا قال عقبه :
قال أولو جئتكم بأهدى ، والثانية حكاية عمن كان قبلهم من الكفار ، وادعوا الاقتداء بالآباء دون الاهتداء ، فاقتضت كل آية ما ختمت به .
469 -
قوله : وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، وفي الشعراء :
إلى ربنا منقلبون ؛ لأن ما في هذه السورة عام لمن ركب سفينة أو دابة ، وقيل : معناه : إلى ربنا لمنقلبون على مركب آخر وهو الجنازة ، فحسن إدخال اللام على الخبر للعموم ، وما في الشعراء كلام السحرة حين آمنوا ولم يكن فيه عموم .
470 - قوله :
إن الله هو ربي وربكم سبق .