[ ص: 481 ] 10- باب: ذكر
الآيات اللواتي ادعي عليهن النسخ في سورة هود
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى:
إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ، قال بعض المفسرين: معنى هذه الآية اقتصر على إنذارهم من غير قتال ، ثم نسخ ذلك بآية السيف ، والتحقيق أن يقال: إنها محكمة ، لأن المحققين ، قالوا: معناها: إنما عليك أن تنذرهم بالوحي لا أن تأتيهم بمقترحهم من الآيات ، والوكيل: الشهيد .
ذكر الآية الثانية: قوله تعالى:
من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها ،
[ ص: 482 ] زعم قوم منهم
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل بن سليمان أن هذه الآية اقتضت أن من أراد الدنيا بعمله أعطي فيها ثواب عمله من الرزق والخير ، ثم نسخ ذلك بقوله:
عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ، وهذا القول ليس بصحيح ، لأن الآيتين خبر ، وهذه الآية نظيرة قوله في آل عمران:
ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها وقد شرحناها هناك .
ذكر الآية الثالثة والرابعة: قوله تعالى:
وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ، قال بعض المفسرين: هاتان الآيتان اقتضتا تركهم على أعمالهم ، والاقتناع بإنذارهم ، ثم نسختا بآية السيف .
[ ص: 483 ] وقال المحققون: هذا تهديد ووعيد ، معناه: اعملوا ما أنتم عاملون فستعلمون عاقبة أمركم ، وانتظروا ما يعدكم الشيطان ، إنا منتظرون ما يعدنا ربنا هذا لا ينافي قتالهم فلا وجه للنسخ .
[ ص: 484 ]