[ ص: 28 ] ( ولو قال : أنت طالق في غد وقال نويت آخر النهار دين في القضاء عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وقالا : لا يدين في القضاء خاصة ) لأنه وصفها بالطلاق " في " جميع الغد فصار بمنزلة قوله غدا على ما بيناه ولهذا يقع في أول جزء منه عند عدم النية ، وهذا لأن حذف في وإثباته سواء لأنه ظرف في الحالين .
nindex.php?page=showalam&ids=11990ولأبي حنيفة أنه نوى حقيقة كلامه لأن كلمة في للظرف والظرفية لا تقتضي الاستيعاب وتعين الجزء الأول ضرورة عدم المزاحم ، فإذا عين آخر النهار كان التعيين القصدي أولى بالاعتبار من الضروري ، بخلاف قوله غدا لأنه يقتضي الاستيعاب حيث وصفها بهذه الصفة مضافا إلى جميع الغد . نظيره إذا قال : والله لأصومن عمري ، ونظير الأول : والله لأصومن في عمري ، وعلى [ ص: 29 ] هذين الدهر وفي الدهر .
( قوله ولو قال : أنت طالق في غد وقال : نويت آخر النهار صدق في القضاء عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وقالا : لا يصدق في القضاء خاصة ) ويصدق فيما بينه وبين الله تعالى . لهما أنه وصفها بالطلاق في جميع الغد فصار كقوله طالق غدا وفيه لا يصدق في نيته آخره ، ولهذا أي ولأنه وصفها بالطلاق في جميع الغد يقع في أول جزء منه اتفاقا عند عدم النية ، وهذا وهو كون وصفها بالطلاق في جميع الغد أو صيرورته بمنزلة غدا لأن حذف لفظة في مع إرادتها وإثباتها سواء فإذا كان في حذفه يفيد عموم الزمان ففي إثباته كذلك .
nindex.php?page=showalam&ids=11990ولأبي حنيفة أن ذكر لفظة في يفيد وصل متعلقها بجزء من مدخولها أعم من كونه متصلا بجزء آخر أو كله أو لا ، وإنما يعرف خصوص أحدهما من خارج كما في صمت في يوم يعرف الشمول وأكلت في يوم يعرف عدمه لا مدلول اللفظ فإذا نوى جزءا من الزمان خاصا فقد نوى حقيقة كلامه لأن ذلك جزء من أفراد المتواطئ ، بخلاف ما إذا لم يذكروا وصل الفعل إليه بنفسه فإن المفاد حينئذ عمومه للقطع من اللغة بفهم الاستيعاب في سرت فرسخا وبعدمه في سرت في فرسخ وصمت عمري وفي عمري فنية جزء معين فيه خلاف الظاهر فلا يصدق [ ص: 29 ] قضاء ، ومثل قوله في غد قوله في شعبان مثلا ; فإذا قال : طالق في شعبان فإن لم تكن له نية طلقت حين تغيب الشمس من آخر يوم من رجب ، وإن نوى آخر شعبان فهو على الخلاف .