في فتى علق الطلاق بشهر قبل ما بعد قبله رمضان
[ ص: 58 ] وصوره ثلاث : لأنه إما أن يكون جميع ما ذكر بلفظ " قبل " أو جميعه بلفظ بعد أو جمع بينهما ، ففي الجمع كالبيت يلغي قبل ببعد فيبقى شهر قبله رمضان فيقع في شوال ، وفي نحوه ثلاث صور أخرى وذلك لأنه لا يخلو من أنه إذا كرر لفظة قبل مرة واحدة أن يتخلل بينهما بعد كما في البيت وقد عرفت حكمه . أو لا يتخلل بل يكون المذكور محض قبل نحو في شهر قبل ما قبل قبله رمضان فيقع في ذي الحجة ، ومن أنه إذا كرر لفظة بعد مرة واحدة أن يتخلل بينهما قبل قلب البيت . وحكمه أنه يلغي بعد بقبل فيبقى شهر بعد رمضان فيقع في شعبان ، أو لا يتخلل بل المذكور محض بعد نحو في شهر بعد ما بعد بعده رمضان فيقع في جمادى الآخرة ( قوله : وفي المدخول بها ) يعني أن ما ذكرناه من التفصيل في : قبل واحدة وقبلها واحدة وبعد واحدة وبعدها واحدة هو في غير المدخول بها . أما في المدخول بها فيقع ثنتان في الوجوه كلها : أي في قبل واحدة وقبلها واحدة وبعد واحدة وبعدها واحدة . واستشكل في واحدة قبل واحدة لأن كون الشيء قبل غيره لا يقتضي وجود ذلك الغير على ما ذكر في الزيادات نحو قوله تعالى { محمد فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا } { لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي } وقول النبي صلى الله عليه وسلم { خللوا أصابعكم قبل أن يتخللها نار جهنم } وأجيب بأن اللفظ أشعر بالوقوع وكون الشيء قبل غيره يقتضي وجود ذلك الغير ظاهرا وإن لم يستدعه لا محالة ، والعمل بالظاهر واجب ما أمكن .