( قوله ولو قال كل عبد بشرني بولادة فلانة فهو حر فبشره ثلاثة متفرقين ) أي متعاقبين عتق الأول منهم فقط لأن البشارة إنما تحققت منه لأنها اسم لخبر يغير بشرة الوجه ، ويشترط كونه سارا في العرف ، وأما في اللغة فهو ما يغير البشرة سارا كان أو ضارا ، قال تعالى { فبشرهم بعذاب أليم } ولكن إذا وقع بما يكره قرن بذكر ما به الوعيد كما في الآية المذكورة ، فلو ادعى أنه في اللغة أيضا خاص بالمحبوب ، وما ورد في المكروه فمجاز دفع بمادة اشتقاقه وهي البشرة فإنها تفيد أن لذلك الخبر أثرا في البشرة ، ولا شك أن الإخبار بما يخافه الإنسان يوجب تغير بشرته في المشاهد المعروف كما يتغير بالمحبوب إلا أن على العرف بناء الأيمان ، وإن بشروه معا عتقوا لأن البشارة تحققت من الكل .