هو بإسكان الراء في المعروف . أورد الشركة عقيب المفقود لتناسبهما بوجهين : كون مال أحدهما أمانة في يد الآخر ، كما أن مال المفقود أمانة في يد الحاضر .
وكون الاشتراك قد يتحقق في مال المفقود كما لو مات مورثه وله وارث آخر والمفقود حي ، وهذه مناسبة خاصة بينهما . والأولى عامة فيهما . وفي الآبق واللقيط واللقطة على اعتبار وجود مال مع اللقيط ، وإنما قدم المفقود عليها وأولاه الإباق لشمول عرضية الهلاك كلا من نفس المفقود والآبق . وكأن بعضهم تخيل أن عرضية الهلاك للمال فقال : لأن المال على عرضية التوى . وحاصل محاسن الشركة ترجع إلى الاستعانة في تحصيل المال .
والشركة لغة : خلط النصيبين بحيث لا يتميز أحدهما ، وما قيل إنه اختلاط النصيبين تساهل ، فإن الشركة اسم المصدر ، والمصدر الشرك مصدر شركت الرجل أشركه شركا ، فظهر أنها فعل الإنسان وفعله الخلط . وأما الاختلاط فصفقة تثبت للمال عن فعلهما ليس له اسم من المادة ، ولا يظن أن اسمه الاشتراك لأن الاشتراك فعلهما أيضا مصدر اشتراك الرجلان افتعال من الشركة ، ويعدى إلى المال بحرف " في " فيقال اشتركا في المال : أي حققا الخلط فيه ، فالمال مشترك فيه : أي تعلق به اشتراكهما : أي خلطهما . وركنها في شركة العين اختلاطهما ، وفي شركة العقد اللفظ المفيد له .
هذا ويقال الشركة على العقد نفسه لأنه سبب الخلط ، فإذا قيل شركة العقد بالإضافة فهي إضافة بيانية ( قوله الشركة جائزة إلى آخره ) قيل شرعيتها بالكتاب والسنة والمعقول . أما الكتاب فقوله تعالى { فهم شركاء في الثلث } وهذا خاص بشركة العين دون المقصود الأصلي الذي هو شركة العقد ، وقوله تعالى { وإن كثيرا من الخلطاء } أي من المشتركين لا ينص على جواز كل منهما مع أنه حكاية قول داود عليه الصلاة والسلام إخبارا للخصمين عن شريعته إذ ذاك فلا يلزم استمراره في شريعتنا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث : يدارئ مهموز في الحديث : أي يدافع . ثم إيراد المشايخ هذا إنما يفيد أن الشركة كانت على عهد الجاهلية وهو جزء الدليل : أعني أنه بعث وهم يتشاركون فقررهم ومفيد الجزء الثاني ما في أبي داود ومستدرك nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، عنه عليه الصلاة والسلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=66995قال الله تعالى أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإذا خانا خرجت من بينهما } زاد رزين " وجاء يد الشيطان " وضعفه القطان بجهالة والد أبي حيان وهو سعيد ، فإن الرواية عن أبي حيان عن أبيه وهو سعيد بن حيان .