وهذا مرسل ( ولأن اليهودي يعتقد نبوة موسى والنصراني نبوة عيسى ) أي يعتقد نبوة عيسى عليه السلام ( فيغلظ على كل واحد منهما بذكر المنزل على نبيه ) ليكون رادعا له عن الإقدام على اليمين الكاذبة ( ويحلف المجوسي بالله الذي خلق النار ، هكذا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد في الأصل ) وذلك لأن المجوسي يعتقد الحرمة في النار فيمتنع عن اليمين الكاذبة فيحصل المقصود ( ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أنه لا يستحلف أحدا إلا بالله خالصا ) تفاديا عن تشريك الغير معه في التعظيم ( وذكر الخصاف أنه لا يستحلف غير اليهودي والنصراني إلا بالله وهو اختيار بعض مشايخنا ، لأن في ذكر النار مع اسم الله تعالى تعظيمها وما ينبغي أن تعظم ) لأن النار كغيرها من المخلوقات ، فكما لا يستحلف المسلم بالله الذي خلق الشمس ، فكذلك لا يستحلف المجوسي بالله الذي خلق النار .
وفي المبسوط : وكأنه وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد أنهم يعظمون النار تعظيم العبادة ، فلمقصود النكول قال : تذكر النار في اليمين انتهى ( بخلاف الكتابين ) أي التوراة والإنجيل ( لأن كتب الله معظمة ) فجاز أن تذكر مع اسم الله تعالى ( والوثني لا يحلف إلا بالله ، لأن الكفرة بأسرهم يعتقدون الله تعالى ، قال الله تعالى ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) لا يقال : لو كانوا يعتقدون الله تعالى لم يعبدوا الأوثان . لأنا نقول : إنما يعبدونها تقربا إلى الله تعالى على زعمهم ; ألا يرى إلى قوله تعالى حكاية عنهم { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } وإذا ثبت أنهم يعتقدون الله تعالى يمتنعون على الإقدام على اليمين الكاذبة بالله تعالى فتحصل الفائدة المطلوبة من اليمين وهي النكول ( قال ) أي nindex.php?page=showalam&ids=14972القدوري في مختصره : ( ولا يحلفون في بيوت عبادتهم لأن القاضي لا يحضرها ) أي لا يحضر بيوت عبادتهم للحرج [ ص: 198 ] بل هو ممنوع عن ذلك ) لأن فيه تعظيم ذلك المكان ، والحلف يقع بالله تعالى لا بالمكان ، ففي أي مكان حلفه جاز .