باب ما تجب فيه الشفعة وما لا تجب قال ( الشفعة واجبة في العقار وإن كان مما لا يقسم ) وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا شفعة فيما لا يقسم ، لأن الشفعة إنما وجبت دفعا لمؤنة القسمة ، وهذا لا يتحقق فيما لا يقسم ولنا قوله عليه الصلاة والسلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=67541الشفعة في كل شيء عقار أو ربع } إلى غير ذلك من العمومات ، ولأن الشفعة سببها الاتصال في الملك والحكمة دفع ضرر سوء الجوار على [ ص: 404 ] ما مر ، وأنه ينتظم القسمين ما يقسم وما لا يقسم وهو الحمام والرحى والبئر والطريق .
( باب ما تجب فيه الشفعة وما لا تجب ) ذكر تفصيل ما تجب فيه الشفعة وما لا تجب بعد ذكر نفس الوجوب مجملا ، لأن التفصيل بعد الإجمال كذا في الشروح
( قوله الشفعة واجبة في العقار ) قال جمهور الشراح : العقار كل ما له أصل من دار أو ضيعة أقول : تفسيرهم العقار بهذا الوجه مما يأباه ظاهر الحديث الآتي ذكره في تعليل هذه المسألة وهو قوله عليه الصلاة والسلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=67541الشفعة في كل شيء عقار أو ربع } لأن الربع هو الدار بعينها كما صرح به في كتب اللغة ونص عليه الشراح هاهنا ، وقد عطف ذلك في الحديث المذكور على العقار ، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوفين فكيف يتيسر إدراج الدار في معنى العقار ، اللهم إلا أن يجعل ما في الحديث من قبيل عطف الخاص على العام كما في قوله تعالى { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } لكن النكتة فيه غير واضحة ، [ ص: 404 ] على أن عطف الخاص على العام بكلمة أو مما لم يسمع قط ثم أقول : قال الإمام المطرزي في المغرب : والعقار الضيعة ، وقيل كل مال له أصل من دار أو ضيعة ا هـ فلعل ما وقع في الحديث المذكور وارد على أول التفسيرين المذكورين في المغرب للعقار وهو التفسير المختار عند صاحب المغرب كما يشعر به تحريره ، وما ذكره جمهور الشراح هاهنا مطابق للتفسير الثاني منهما ، فكأنهم اختاروه هاهنا لكونه المناسب للمقام من الشفعة كما تثبت في الضيعة تثبت في الدار ونحوها أيضا على ما صرحوا به ثم اعلم أنه قالnindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري في الصحاح في فصل العين من باب الراء : والعقار بالفتح الأرض والضياع والنخل ، ومنه قولهم ما له دار ولا عقار ا هـ وقال في فصل الضاد من باب العين من الصحاح : والضيعة العقار والجمع ضياع ا هـ أقول : في كلامه اختلال لأنه فسر العقار أولا بما يشمل الأقسام الثلاثة وهي الأرض والضياع والنخل ، ثم فسر الضيعة التي هي مفرد الضياع بالعقار فلزم تفسير الأخص بالأعم كما ترى