وكرهوا أكل الرخم والبعاث لأنهما يأكلان الجيف قال ( ولا بأس بغراب الزرع ) لأنه يأكل الحب ولا يأكل الجيف وليس من سباع الطير .
( قوله وكرهوا أكل الرخم والبغاث لأنهما يأكلان الجيف ) الرخم جمع رخمة . وهو طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة يقال له الأنوق كذا في الصحاح . والبغاث طائر أبغث إلى الغبرة دوين الرخمة ، بطيء الطيران كذا في الصحاح أيضا معزيا إلى nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت . وقال في القاموس : البغاث مثلثة الأول : طائر أغبر انتهى . قال جمهور الشراح هنا البغاث ما لا يصيد من صغار الطير وضعافه وقال بعض منهم بعد ذلك : كالعصافير ونحوها أقول : هذا التفسير منهم لا يناسب ما في الكتاب أما أولا فلأنه يتناول ما يؤكل لحمه أيضا كالعصافير فإنها مما يؤكل لحمه بلا خلاف كما صرح به في أوائل كتاب الصيد والذبائح من فتاوى قاضي خان . وأما ثانيا فلأن كثيرا مما لا يصيد من صغار الطير وضعافه لا يأكل الجيف بل يأكل الحب كما لا يخفى ، فلو كان المراد بالبغاث المذكور في الكتاب ما فسروه به لزم أن لا يتم قول المصنف لأنهما يأكلان الجيف . نعم وقع في بعض كتب اللغة تفسير البغاث بما فسره الشراح به هاهنا فإنه قال في ديوان الأدب : البغاث ما لا يصيد من الطير ، وقال في المغرب : البغاث ما لا يصيد من صغار الطير كالعصافير ونحوها ، وقال في الصحاح : قال الفراء : بغاث الطير شرارها وما لا يصيد منها . انتهى ، إلا أن شيئا من ذلك لا يصلح أن يجعل تفسيرا لما في الكتاب لما ذكرنا من الوجهين . وإنما التفسير المناسب لما في الكتاب ما قدمناه مما ذكر في الصحاح أولا معزيا إلى nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت ، وما ذكره في القاموس أيضا تبصر ترشد .