صفحة جزء
قال ( ويكره اللعب بالشطرنج والنرد والأربعة عشر وكل لهو ) ; لأنه إن قامر بها فالميسر حرام بالنص وهو اسم لكل قمار ، وإن لم يقامر فهو عبث ولهو . وقال عليه الصلاة والسلام { لهو المؤمن باطل إلا الثلاث : تأديبه لفرسه ، ومناضلته عن قوسه ، وملاعبته مع أهله } وقال بعض الناس : يباح اللعب بالشطرنج [ ص: 65 ] لما فيه من تشحيذ الخواطر وتذكية الأفهام ، وهو محكي عن الشافعي رحمه الله . لنا قوله عليه الصلاة والسلام { من لعب بالشطرنج والنردشير فكأنما غمس يده في دم الخنزير } ولأنه نوع لعب يصد عن ذكر الله وعن الجمع والجماعات فيكون حراما لقوله عليه الصلاة والسلام { ما ألهاك عن ذكر الله فهو ميسر } ثم إن قامر به تسقط عدالته ، وإن لم يقامر لا تسقط ; لأنه متأول فيه . وكره أبو يوسف ومحمد التسليم عليهم تحذيرا لهم ، ولم ير أبو حنيفة رحمه الله به بأسا ليشغلهم عما هم فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية