فصل في حمل الجنازة ( وإذا حملوا الميت على سريره أخذوا بقوائمه الأربع ) بذلك وردت السنة ، وفيه تكثير الجماعة وزيادة [ ص: 134 ] الإكرام والصيانة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : السنة أن يحملها رجلان : يضعها السابق على أصل عنقه ، والثاني على أعلى صدره ، لأن جنازة nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ رضي الله عنه هكذا حملت . قلنا : كان ذلك لازدحام الملائكة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن ابن الحويرث قال : " توفي nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله فشهدناه ، فلما خرج سريره من حجرته إذا nindex.php?page=showalam&ids=14100حسن بن حسن بن علي رضي الله عنه بين عمودي السرير ، فأمر به nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج أن يخرج ليقف مكانه فأبى ، فسأله بنو nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ألا خرجت فخرج ، وجاء nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج حتى وقف بين عمودي السرير ولم يزل حتى وضع وصلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج ، ثم جاء إلى القبر فنزل حسن بن حسن في قبره ، فأمر به nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج أن يخرج ليدخل مكانه فأبى عليهم ، فسأله بنو nindex.php?page=showalam&ids=36جابر فخرج ، فدخل nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج الحفرة حتى فرغ " . وأسند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني قال : توفي nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير سنة عشرين ، وحمله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بين عمودي السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن عبد الله بن ثابت عن أبيه قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يحمل بين عمودي سرير nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16745عيسى بن طلحة قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان يحمل بين العمودين المقدمين واضعا السرير على كاهله . ومن طريقه عن nindex.php?page=showalam&ids=17408يوسف بن ماهك أنه رأى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في جنازة nindex.php?page=showalam&ids=46رافع بن خديج قائما بين قائمتي السرير .
ومن طريقه عن شريح أبي عون عن أبيه قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير يحمل بين عمودي سرير المسور بن مخرمة . قلنا : هذه موقوفات والمرفوع منها ضعيف ، ثم هي وقائع أحوال فاحتمل كون ذلك فعلوه لأنه السنة أو لعارض اقتضى في خصوص تلك الأوقات حمل الاثنين .
والحق أن نقول : لا دلالة فيها على حمل الاثنين لجواز حمل الأربعة وأحدهم بين العمودين بأن يحمل المؤخر على كتفه الأيمن وهو من جهة يسار الميت والمقدم على الأيسر وهو من جهة يمين الميت فليحمل عليه لما أن بعض المروي عنهم الفعل المذكور روي عنهم خلافه .
روى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق في مصنفيهما حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم عن أبي عطاء عن علي الأزدي قال : " رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في جنازة فحمل بجوانب السرير الأربع " .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن nindex.php?page=showalam&ids=16292عباد بن منصور ، أخبرني أبو المهزم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال : من حمل الجنازة بجوانبها الأربع فقد قضى الذي عليه . ثم قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما ذهبوا إليه . روى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن المعتمر عن عبيد الله بن نسطاس عن أبي عبيدة عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال " من اتبع الجنازة فليأخذ بجوانب السرير الأربعة " وروى nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=11990الإمام أبو حنيفة ، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17152المنصور بن المعتمر به قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=82762من السنة حمل الجنازة بجوانب السرير الأربعة } .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه به ولفظه : { nindex.php?page=hadith&LINKID=82763من اتبع الجنازة فليأخذ بجوانب السرير كلها فإنه من السنة ، وإن شاء فليدع ثم إن شاء فليدع } فوجب الحكم بأن هذا هو السنة وأن خلافه إن تحقق من بعض السلف فلعارض ، ولا يجب على المناظر تعيينه ، وقد يشاء فيبدي محتملات مناسبة يجوزها [ ص: 135 ] تجويزا كضيق المكان أو كثرة الناس أو قلة الحاملين وغير ذلك . وأما كثرة الملائكة كما ذكر المصنف على ما روى ابن سعد عنه عليه الصلاة والسلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=82764لقد شهده : يعني nindex.php?page=showalam&ids=37سعدا سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، ولقد ضمه ضمة ثم فرج عنه } . وما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في المغازي من قوله عليه الصلاة والسلام { رأيت الملائكة تحمله } فإنما يتجه محملا على تقدير تجسمهم عليهم السلام لا تجردهم عن الكثافة على ما عليه أصل خلقتهم . وفي الآثار : { مع كل عبد ملكان ، وفيها أكثر إلى سبعين } فلم توجب مزاحمة حسية ولا منعا من اتصال بينك وبين إنسان ، ولا حمل شيء على المنكبين والرأس ، اللهم إلا أن يراد أن بسبب حملهم عليهم السلام اكتفي عن تكميل الأربعة من الحاملين ، ولأن ما ذهبنا إليه أصون للجنازة عن السقوط ، وكون ذلك أشق على الحاملين مصلحة معارضة بمفسدة تعريضه على السقوط خصوصا في مواطن الزحمة والمحجن ، ولأنه أكثر إكراما للميت وأعون على تحصيل سنة الإسراع وأبعد من التشبه بحمل الأمتعة فإنه مكروه ، ولذاكره حمله على الظهر والدابة