[ ص: 117 ] [الحاء]
وأما
الحاء المهملة: فتقدم الكلام على أنها تخرج من المخرج الثاني من وسط الحلق، بعد مخرج العين، لأنهما جميعا من وسطه، وهي مهموسة رخوة منسفلة منفتحة، فإذا نطقت بها فوفها حقها من صفاتها.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل في كتاب العين: "ولولا بحة في الحاء لكانت مشبهة بالعين". يريد في اللفظ، إذ المخرج والصفات متقاربة، ولهذه العلة لم يتألف في كلام العرب عين وحاء أصليتان في كلمة، ، لا تجد إحداهما مجاورة للأخرى في كلمة إلا بحاجز بينهما، وكذلك الهاء مع الحاء، ولذلك قال بعض العرب في "معهم": محم، فأبدل من العين حاء، لقرب الحاء في الصفة، ولأن مخرجهما واحد، ولبعد الهاء في الصفة من العين مع خفاء الهاء، فلما أبدل من العين حاء أدغمت الهاء التي بعدها فيها، على إدغام الثاني في الأول.
[ ص: 118 ] وإذا أتى بعد الحاء ألف وجب على القارئ أن يلفظ بها مرققة، وينبغي أن يتحفظ ببيان لفظها عند مجيء العين بعدها، لأنهما من مخرج.
فإذا وقعت الحاء قبل العين خيف أن يقرب اللفظ من الإخفاء أو من الإدغام، نحو قوله تعالى: {المسيح عيسى} [آل عمران: 45]، و
{زحزح عن} [آل عمران: 185]
ونحو ذلك. فإذا كانت الحاء ساكنة كان البيان آكد، لأن بسكونها قد تهيأت للإدغام، إذ كل حرف أدغم لا بد من إسكانه قبل أن يدغم، فإذا سكنت الحاء قبل العين قربت من الإدغام، فيجب إظهارها، وذلك نحو قوله تعالى:
{فاصفح عنهم} [الزخرف: 89] البيان في هذه لازم.
وإذا لقيها مثلها كان البيان لازما، إن لم يقرأ بالإدغام، نحو قوله تعالى:
{لا أبرح حتى} [الكهف: 60].
وإن لاصقها هاء كان البيان لازما أكيدا، لئلا تدغم الهاء فيها، لقرب المخرجين، ولأن الحاء أقوى من الهاء، فهي تجذب الهاء إلى نفسها، وهذا كثيرا ما يقع فيه الناس، نحو قوله تعالى: {فسبحه} [ق: 40] فالتحفظ بإظهارها واجب.