قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه [75]
وهذا مشكل من النحو ، وفيه ثلاثة أقوال ، منها : أن يكون
جزاؤه مبتدأ ، وخبره محذوفا ، والتقدير : جزاؤه عندنا كجزائه عندكم : أن يستعبد من يسرق . ويقال : إن هذا الحكم كان في شريعة
يعقوب - صلى الله عليه وسلم - ، وكان هذا في أول الإسلام ، حتى نسخه الله -جل وعز - بالقطع . والقول الثاني : أن يكون
جزاؤه " مبتدأ ، و"من وجد" مبتدأ ثانيا ، "فهو جزاؤه " خبر الثاني ، والجملة خبر الأول ، و"من" شرط ، وإن شئت بمعنى الذي ، والذي يعود على المبتدإ الأول جزاؤه الثاني ، والتقدير (
فهو ) هو ثم أظهر الضمير ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
لعمرك ما معن بتارك حقه ولا منسئ معن ولا متيسر
إلا أنه في الآية أحسن ؛ لأنه لو أضمر فيها لأشكل المعنى ، فكان الإظهار أحسن لهذا . والقول الثالث : أن يكون "جزاؤه " مبتدأ ، و"من وجد في رحله " [كناية عن رحله ، وخبره] ، والتقدير : جزاؤه استعباد من وجد في رحله ، فهو كناية عن الاستعباد ، وهي في الجملة معنى التوكيد ، كما تقول : جزاء من سرق القطع فهو جزاؤه ، وفهذا جزاؤه . (
كذلك ) الكاف في موضع نصب ؛ أي نجزي الظالمين جزاءا كذلك .