فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى [62]
قالوا إن هذان لساحران [63]
فيه ست قراءات قرأ المدنيون والكوفيون (إن هذان لساحران) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو (إن هذين لساحران) وهذه القراءة مروية عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وإسماعيل بن قسطنطين nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل بن أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم في إحدى الروايتين (إن هذان لساحران) بتخفيف إن فهذه ثلاث قراءات قد رواها الجماعة عن الأئمة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود (إن هذان إلا ساحران) وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله (إن هذان ساحران) بغير لام، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء في حرف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي (إن ذان إلا ساحران) فهذه ثلاث قراءات أخرى تحمل على التفسير إلا أنها جائز أن
[ ص: 44 ] يقرأ بها لمخالفتها المصحف. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: القراءة الأولى للعلماء فيها ستة أقوال: منها أن يكون إن بمعنى نعم، كما حكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم قال
العرب: تأتي بإن بمعنى نعم، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: أن "إن" تأتي بمعنى أجل. وإلى هذا القول كان
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد وإسماعيل بن إسحاق يذهبان. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: ورأيت
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبا إسحاق وأبا الحسن علي بن سليمان يذهبان إليه. وحدثنا
علي بن سليمان قال: حدثنا
عبد الله بن أحمد بن عبد السلام النيسابوري ثم لقيت
عبد الله بن أحمد هذا فحدثني قال: حدثنا
عمير بن المتوكل قال: حدثنا
محمد بن موسى النوغلي من ولد حارث بن عبد المطلب قال: حدثنا
عمرو بن جميع الكوفي عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن
علي وهو علي بن الحسين عن أبيه
عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لا أحصي كم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره يقول: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ثم يقول: أنا أفصح قريش كلها وأفصحها بعدي nindex.php?page=showalam&ids=11786أبان بن سعيد بن العاص". قال
أبو محمد: قال
عمير: إعرابه عند أهل العربية في النحو إن الحمد لله بالنصب إلا أن
العرب تجعل "إن" في معنى نعم كأنه أراد: نعم الحمد لله وذلك أن خطباء الجاهلية كانت تفتتح في خطبتها بنعم، وقال الشاعر في معنى نعم :
قالوا غدرت فقلت إن وربما نال العلى وشفى الغليل الغادر
[ ص: 45 ] وقال
ابن قيس الرقيات :
بكر العواذل في الصبوح يلمنني وألومهنه ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه
فعلى هذا جائز أن يكون قول الله عز وجل: "إن هذان لساحران" بمعنى نعم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: أنشدني
داود بن الهيثم قال: أنشدني
ثعلب :
ليت شعري هل للمحب شفاء من جوى حبهن إن اللقاء
أي نعم، فهذا قول. وقال
أبو زيد nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13676والأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء: هذا على لغة
بني الحارث بن كعب. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: يقولون: رأيت الزيدان، ومررت بالزيدان وأنشد :
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لناباه الشجاع لصمما
وحكى
أبو الخطاب أن هذه لغة
بني كنانة، nindex.php?page=showalam&ids=14888وللفراء قول آخر قال: وجدت الألف دعامة ليست بلام الفعل فزدت عليها نونا ولم أغيرها، كما قلت: الذي ثم زدت عليها نونا فقلت: جاءني الذين عندك، ورأيت الذين عندك. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو [ ص: 46 ] جعفر: وقيل: شبهت الألف في قولك: هذان بالألف في يفعلان، فلم تغير. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق: النحويون القدماء يقولون: الهاء ههنا مضمرة والمعنى: إنه هذان لساحران. فهذه خمسة أقوال، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: وسألت
أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي فقلت: بقولك فقال: سألني
إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت: القول عندي أنه لما كان يقال: هذا في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد، فقال: ما أحسن هذا لو تقدمك بالقول به حتى يؤنس به فقلت: فيقول القاضي به حتى يؤنس به فتبسم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: القول الأول أحسن إلا أن فيه شيئا لأنه إنما قال: إنما يقال: نعم زيد خارج، ولا يكاد يقع اللام ههنا، وإن كان النحويون قد تكلموا في ذلك فقالوا: اللام ينوى بها التقديم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق: المعنى إن هذان لهما ساحران ثم حذف المبتدأ كما قال :
أم الحليس لعجوز شهربه
والقول الثاني من أحسن ما حملت عليه الآية إذ كانت هذه اللغة معروفة، وقد حكاها من يرتضى علمه وصدقه وأمانته، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=12020أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقول: إذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: حدثني من أثق به فإنما يعنيني.
وأبو الخطاب الأخفش، وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة. روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وغيره. ومن بين ما في هذا قول سيبويه: واعلم أنك إذا ثنيت الواحد زدت عليه زائدتين الأولى منهما حرف مد
[ ص: 47 ] ولين، وهو حرف الإعراب. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: فقول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: وهو حرف الإعراب يوجب أن الأصل أن لا يتغير إن هذان، جاء على أصله ليعلم ذلك وقد قال الله جل وعز: {
استحوذ عليهم الشيطان } ولم يقل: استحاذ فجاء على هذا ليدل على الأصل إذ كان الأئمة قد رووها وتبين أنها الأصل. وهذا بين جدا
ويذهبا بطريقتكم المثلى تأنيث أمثل، كما يقال: الأفضل والفضلى، وأنثت الطريقة على اللفظ وإن كان يراد بها الرجال ويجوز أن يكون التأنيث على معنى الجماعة.