صفحة جزء
إن هذا إلا خلق الأولين [137]

قراءة شيبة ونافع وعاصم والأعمش وحمزة ، وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر والحسن (إن هذا إلا خلق الأولين) بفتح الخاء، فالقراءة الأولى عند الفراء بمعنى عادة الأولين. قال أبو جعفر : وحكى لنا محمد بن الوليد عن محمد بن يزيد قال: خلق الأولين مذهبهم وما جرى عليهم أمرهم، والقولان متقاربان من هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" أي .

[ ص: 187 ] أحسنهم مذهبا وعادة وما يجري عليه الأمر في طاعة الله جل وعز، ولا يجوز أن يكون من كان حسن الخلق فاجرا فاضلا، ولا أن يكون أكمل إيمانا من السيئ الخلق الذي ليس بفاجر. قال أبو جعفر : وحكي لنا عن محمد بن يزيد أن معنى "خلق الأولين" تكذيبهم وتخرصهم غير أنه كان يميل إلى القراءة الأولى لأن فيها مدح آبائهم، وأكثر ما جاء القرآن في صفتهم مدحهم لآبائهم وقولهم { إنا وجدنا آباءنا على أمة } .

التالي السابق


الخدمات العلمية