كم أهلكنا من قبلهم [3]
"كم" في موضع نصب بأهلكنا
فنادوا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : فنادوا في غير نداء. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : ومعناه على قوله في غير نداء ينجي، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : نادوا بالتوبة وليس حين توبة ولا ينفع العمل، وهذا تفسير من
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن لقوله جل وعز:
ولات حين مناص [قال ليس حين. فأما إسرائيل فيروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبي إسحاق عن
التميمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس "ولات حين مناص" قال: ليس بحين نزو ولا فرار، قال: ضبط القوم جميعا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وأصله من ناص ينوص إذا تأخر، ويقال: ناص ينوص إذا تقدم. وأما "ولات حين" فقد تكلم النحويون فيه وفي الوقوف عليه، وكثر فيه
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب القراءات" وكل ما
[ ص: 451 ] جاء به فيه إلا يسيرا مردود. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لات مشبهة بليس، والاسم فيها مضمر أي ليست أحيانا حين مناص، وحكي أن من
العرب من يرفع بها فيقول "ولات حين مناص" وحكي أن الرفع قليل، ويكون الخبر محذوفا كما كان الاسم محذوفا في النصب أي "ولات حين مناص لنا. والوقوف عليها عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، وهو قول
أبي الحسن بن كيسان وأبي إسحاق، ولات بالتاء ثم تبتدئ حين مناص. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13471أبو الحسن بن كيسان : والقول كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ؛ لأنه شبهها بليس فكما تقول ليست تقول: لات. والوقوف عليها عند
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بالهاء ولاه، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد ، كما حكى لنا عنه
علي بن سليمان ، وحكي عنه أن الحجة في ذلك أنها "لا" دخلت عليها الهاء لتأنيث الكلمة، كما يقال: ثمة وربة. وأما
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد فقال: اختلف العلماء فيها فقال بعضهم: لات ثم تبتدئ فتقول: حين ثم لم يذكر عن العلماء غير هذا القول وكلامه يوجب غير هذا ثم ذكر احتجاجهم بأنها في المصاحف كلها كذا ثم قال: وهذه حجة لولا أن ثم حججا تردها ثم ذكر حججا لا يصح منها شيء، وسنذكرها إن شاء الله تعالى، ونبين ما يردها. قال: والوقوف عندي بغير تاء ثم تبتدئ بحين مناص ثم ذكر الحجج فقال: إحداهن أنا لم نجد في كلام العرب لات إنما هي "لا". قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : لو لم يكن في هذا من الرد إلا اجتماع المصاحف على ما أنكره فكيف وقد روى خلاف ما قال جميع النحويين المذكورين من البصريين والكوفيين، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : "لات" مشبهة بليس، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : أحسبه أنه سأل
أبا السمال فقال: كيف تقف على ولات؟ فوقف عليها
[ ص: 452 ] بالهاء. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : والحجة الثانية أن تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يدل على ذلك؛ لأن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: ليس حين نزو ولا فرار. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يدل على أن الصحيح غير قوله، ولو كان على قوله لقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ليس تحين مناص ولم يرو هذا أحد. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : والحجة الثالثة أنا لم نجد
العرب تزيد هذه التاء إلا في حين وأوان والآن وأنشد
لأبي وجزة السعدي: العاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان أين المطعم
وأنشد
لأبي زبيد الطائي: طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
وأنشد:
نولي قبل يوم بيني جمانا وصلينا كما زعمت تلانا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وإنشاد أهل اللغة جميعا على غير ما قال. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . أنشدني
nindex.php?page=showalam&ids=15294المفضل :
[ ص: 453 ] 377- تذكر حب ليلى لات حينا وأضحى الشيب قد قطع القرينا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : فأما البيت الأول الذي أنشده لأبي وجزة فقرأه العلماء باللغة على أربعة أوجه كلها على خلاف ما أنشده، وفي أحدها تقديران. رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15153أبو العباس محمد بن يزيد "العاطفون ولات ما من عاطف"، والرواية الثانية "العاطفون ولات حين تعاطف"، والرواية الثالثة رواها
nindex.php?page=showalam&ids=13471أبو الحسن بن كيسان "العاطفونه حين ما من عاطف" جعلها هاء في الوقف وتاء في الإدراج، وزعم أنها لبيان الحركة شبهت بهاء التأنيث، والرواية الرابعة هي "العاطفونه حين ما من عاطف" وفي هذه الرواية تقديران: أحدهما، وهو مذهب
إسماعيل بن إسحاق أن الهاء في موضع نصب كما تقول: الضاربون زيدا، فإذا كنيت قلت: الضاربوه، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه الضاربونه في الشعر، فجاء
إسماعيل بالبيت على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في إجازته مثله. والتقدير الآخر "العاطفونه" على أن الهاء لبيان الحركة، كما تقول: مر بنا المسلمونه، في الوقف ثم أجريت في الوصل مجراها في الوقف كما قرأ أهل
المدينة ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه وأما البيت الثاني فلا حجة له فيه لأنه يوقف عليه ولات أوان غير أن فيه شيئا مشكلا لأنه روي "ولات أوان" بالخفض، وإنما يقع ما بعد لات مرفوعا ومنصوبا، وإن كان قد روي عن
عيسى بن عمر أنه قرأ (ولات حين مناص) بكسر التاء من "لات" والنون من "حين" فإن الثبت عنه أنه قرأ (ولات حين مناص) فبنى لات على الكسر ونصب حين فأما، "ولات أوان" ففيه تقديران:
[ ص: 454 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13676الأخفش : فيه مضمر أي ولات حين أوان. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وهذا القول بين الخطأ، والتقدير الآخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبي إسحاق ، قال: تقديره: ولات حين أواننا فحذف المضاف إليه فوجب ألا يعرب فكسره لالتقاء الساكنين، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد "ولات أوان" بالرفع.
وأما البيت فبيت مولد لا يعرف قائله، ولا يصح به حجة. على أن
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد رواه "كما زعمت الآن"، وقال غيره: المعنى كما زعمت أنت الآن فأسقط الهمزة من أنت والنون. وأما احتجاجه بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر لما ذكر للرجل مناقب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه. قال: اذهب بها تلان إلى أصحابك، فلا حجة فيه لأن المحدث إنما يروي هذا على المعنى، والدليل على هذا أن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا روى عن
عمرو بن عمر هذا الحديث، وقال فيه: اذهب فاجهد جهدك، ورواه آخر اذهب بها الآن معك، فأما احتجاجه بأنه وجدها في الإمام "تحين" فلا حجة فيه لأن معنى الإمام أنه إمام للمصاحف فإن كان مخالفا لها فليس بإمام لها، وفي المصاحف كلها ولات. فلو لم يكن في هذا إلا هذا الاحتجاج لكان مقنعا. وجمع مناص مناوص.