صفحة جزء
فتقبلها ربها بقبول حسن [ 37 ]

مصدر " تقبل " : تقبل ، إلا أن معنى تقبل وقبل واحد ، فالمعنى فقبلها ربها بقبول حسن ، ونظيره :


وقد تطويت انطواء الحضب



لأن معنى تطويت وانطويت واحد . قال أبو جعفر : الحضب الحية ، ومثله :


وليس بأن تتبعه اتباعا



وأنبتها نباتا حسنا ولم يقل : إنباتا ؛ لأنه لما قال : " أنبتها " دل على نبت ، كما قال :


فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا     ورضت فذلت صعبة أي إذلال



[ ص: 372 ] وإنما مصدر ذلت ذل ، ولكنه قد دل على معنى أذللت . وقرأ مجاهد : ( فتقبلها ) بإسكان اللام على الطلب والمسألة . ربها نداء مضاف وأنبتها بإسكان التاء وكفلها بإسكان اللام ( زكرياء ) بالمد والنصب ، وقرأ الكوفيون : ( وكفلها زكريا ) أي وكفلها الله زكرياء . وروى هارون بن موسى ، عن عبد الله بن كثير وأبي عبد الله المدني : ( وكفلها زكرياء ) بكسر الفاء ، قال الأخفش سعيد : يقال : كفل يكفل ، وكفل يكفل ، ولم أسمع " كفل " ، وقد ذكرت . قال الفراء : أهل الحجاز يمدون زكرياء ويقصرونه ، وأهل نجد يحذفون منه الألف ويصرفونه فيقولون : " زكري " . قال الأخفش : فيه أربع لغات : " زكرياء " بالمد ، و " زكريا " بالقصر ، و " زكري " بتشديد الياء والصرف ، و " زكر " ، ورأيت زكريا . قال أبو حاتم : " زكري " بلا صرف لأنه أعجمي ، وهذا غلط لأن ما كانت فيه ياء مثل هذه انصرف ، ولم ينصرف زكرياء في المد والقصر لأن فيه ألف تأنيث ، والدليل على هذا أنه لا يصرف في النكرة ، وقال قوم : لم ينصرف لأنه أعجمي . كلما دخل منصوب بوجد ، أي كل دخوله أي كل وقت دخوله ، وإن شئت أملت الألف من " حساب " لكسرة الحاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية