صفحة جزء
فلذلك فادع واستقم كما أمرت [15]

الفراء يذهب إلى أن معنى اللام معنى "إلى" وإلى أن معنى "ذلك" هذا أي فإلى هذا فادع أي إلى أن تقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .

قال أبو جعفر : واللام بمعنى إلى مثل قوله جل وعز بأن ربك أوحى لها قال العجاج :

[ ص: 76 ]

وحى لها القرار فاستقرت



قال أبو جعفر : وهو مجاز ، وقد خولف الفراء فيه ، وقيل : اللام على بابها . والمعنى : للذي أوحى إليك من إقامة الدين وترك التفرق فيه من أجل ذلك فادع فأما أن يكون ذلك بمعنى هذا فلا يجوز عند النحويين الحذاق . قال محمد بن يزيد : هذا لمن كان بالحضرة وذلك لمن تراخى ففي دخول أحدهما على الآخر بطلان البيان وذلك على بابه أي فإلى ذلك الذي تقدم فادع ، ولا تتبع أهواءهم جمع هوى مبني على فعل إلا أنه اعتل؛ لأن الياء قلبت ألفا لتحركها وتحرك ما قبلها فجمع على أصله كما يقال : جمل وأجمال لا حجة بيننا وبينكم نصب على التبرئة وقد ذكرنا العلة فيه . وأجاز سيبويه الرفع فجعل "لا" بمعنى ليس . والمعنى أنه قد تبين الحق وأنتم معاندون وإنما تثبت الحجة على من لم يكن هكذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية