وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا [24]
قد ذكرناه إلا أن
علي بن سليمان قال : المعنى ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا على قولكم . واستبعد أن يكون المعنى نحيا ونموت على التقديم والتأخير ، وقال : إنما يجوز هذا فيما يعرف معناه نحو (
واسجدي واركعي ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وأهل العربية يخالفونه في هذا ، ويجيزون
[ ص: 149 ] في الواو التقديم والتأخير في كل موضع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : معنى (
وما يهلكنا إلا الدهر ) أي طول الدهر ومر الأيام والليالي والشهور والسنين وتكلم جماعة في معنى الآية فقال بعضهم : هؤلاء قوم لم يكونوا يعرفون الله جل وعز ولو عرفوه لعلموا أنه يهلكهم ويميتهم . وقال قوم : يجوز أن يكونوا يعرفون الله جل وعز وعندهم أن هذه الآفات التي تلحقهم إنما هي بعلل ودوران فلك ، يقولون هذا بغير حجة ولا علم . وقال قوم : هؤلاء جماعة من العرب يعرفون الله جل وعز يدل على قولهم (
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) وفيهم من يؤمن بالبعث قال
زهير :
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب أو يعجل فينقم
غير أنهم كانوا جهلة لا يعلمون أن الآفات مقدرة من الله عز وجل . وهذا أصح ما روي في الآية وأشبه بنسقها ، وقد قامت به الحجة بالظاهر ولأنه مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال في قوله جل وعز (
وما لهم بذلك من علم ) قال : قالوا : لا نبعث ، بغير علم فقال الله جل وعز (
وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ) .