إنما النجوى من الشيطان [10] أصح ما قيل فيه قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال :
كان المنافقون يتناجون بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فيسوء ذلك المسلمين ويكبر عليهم فأنزل الله جل وعز ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) الآية ، ويدل على صحة هذا القول ما قبله وما بعده من القرآن . وقال
ابن زيد : كان الرجل يناجي النبي صلى الله عليه وسلم في الحاجة ويفعل ذلك ليرى الناس أنه ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فيوسوس إبليس للمسلمين فيقول : إنما هذه المناجاة لجموع قد اجتمعت لكم وأمر قد حضر ترادون به فيحزنون لذلك . وفي الآية قول ثالث ذكره
محمد بن جرير قال : حدثنا
محمد بن حميد قال : حدثنا
يحيى بن واضح قال : حدثنا
يحيى بن داود البجلي قال : سئل
عطية العوفي وأنا أسمع عن الرؤيا فقال : الرؤيا على ثلاثة منازل منها ما يوسوس به الشيطان فذلك قول الله جل وعز (
إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) ومنها ما يحدث الرجل به نفسه فيراه في منامه ومنها أخذ باليد ، ويقرأ
[ ص: 378 ] (ليحزن) والأول أفصح (
وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) قال
محمد بن جرير : أي بقضاء الله وقدره ، وقيل : (
بإذن الله ) بما أذن الله جل وعز فيه ، وهو غمهم بالمؤمنين؛ لأنه جل ثناؤه قد أذن في ذلك (
وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) أي ليكلوا أمرهم إليه ولا تحزنهم النجوى وما يتسار به المنافقون إذا كان الله جل وعز يحفظهم ويحوطهم .