وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم [4]
وأجاز النحويون جميعا الجزم بإذا وأن تجعل بمنزلة حروف المجازاة لأنها لا تقع إلا على فعل وهي تحتاج إلى جواب وهكذا حروف المجازاة ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء :
واستغن ما أغناك ربك بالغنى وإذا تصبك خصاصة فتجمل
وأنشد الآخر :
نارا إذا ما خبت نيرانهم تقد
والاختيار عند
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء أن لا يجزم بإذا لأن ما بعدها موقت
[ ص: 433 ] فخالفت حروف المجازاة في هذا ، كما قال :
وإذا تكون شديدة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
(
وإن يقولوا تسمع لقولهم ) لأن منطقهم كمنطق أهل الإيمان (
كأنهم خشب مسندة ) أي لا يفهمون ولا عندهم فقه ولا علم ، فهم كالخشب ، وهذه قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر وشيبة nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( خشب) بإسكان الشين وإليه يميل
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد ، وزعم أنه لا يعرف فعلة تجمع على فعل بضم الفاء والعين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وهذا غلط وطعن على ما روته الجماعة وليس يخلو ذلك من إحدى جهتين إما أن يكون خشب جمع خشبة كقولهم : ثمرة وثمر فيكون غير ما قال من جمع فعلة على فعل ، أو يكون كما قال حذاق النحويين خشبة وخشاب مثل جفنة وجفان وخشاب وخشب مثل حمار وحمر أيضا فقد سمع أكمة وأكم وأكم وأجمة وأجم ، فأما خشب فقد يجوز أن يكون الأصل فيه خشبا حذفت الضمة لثقلها ، ويجوز وهو أجود أن يكون مثل أسد وأسد في المذكر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ومثل خشبة وخشب بدنة وبدن ومثل مذكرة وثن ووثن قال : وهي قراءة ، وأحسب من تأول على
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، وهي قراءة يعني "كأنهم خشب" لأن قوله : وهي قراءة تضعيف لها ولكنه يريد فيما يقال : ( إن تدعون من دونه إلا
[ ص: 434 ] وثنا) فهذه قراءة شاذة تروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (
يحسبون كل صيحة عليهم ) أي لجبنهم وقلة يقينهم وأنهم يبطنون الكفر كلما نزل الوحي فزعوا أن يكونوا قد فضحوا (
هم العدو ) لأن ألسنتهم معكم وقلوبهم مع الكفار فهم عين لهم وعدو بمعنى أعداء (
فاحذرهم قاتلهم الله ) أي عاقبهم فأهلكهم فصاروا بمنزلة من قتل . (
أنى يؤفكون ) أي من أين يصرفون عن الحق بعد ظهور البراهين .