ولقد صدقكم [ 152 ] مدغما ، وكذا
إذ تحسونهم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا في موضع رفع بالابتداء أو بالصفة ، أي منكم من يريد الغنيمة بقتاله ، ومنكم من يريد الآخرة بقتال .
ثم صرفكم [ ص: 412 ] عنهم في هذه الآية غموض في العربية ، وذاك أن قوله - جل وعز - :
ثم صرفكم عنهم ليس بمخاطبة للذين عصوا ، وإنما هو مخاطبة للمؤمنين ، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن ينصرفوا إلى ناحية الجبل ليتحرزوا إذ كان ليس فيهم فضل للقتال .
ولقد عفا عنكم للعاصين خاصة وهم الرماة ، وهذا في يوم أحد كانت الغلبة بدءا للمؤمنين حتى قتلوا صاحب راية المشركين ، فذلك قول الله - تبارك وتعالى - :
ولقد صدقكم الله وعده فلما عصى الرماة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشغلوا بالغنيمة صارت الهزيمة عليهم ، ثم عفا الله عنهم ، ونظير هذا من المضمر
فأنـزل الله سكينته عليه أي على
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق قلق حتى تبين له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكن ،
وأيده بجنود لم تروها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .