صفحة جزء
يوصيكم الله في أولادكم [ 11 ]

خبر فيه معنى الإلزام ، ثم بين الذي أوصاهم به فقال : للذكر مثل حظ الأنثيين " مثل " رفع بالابتداء أو بالصفة ، ويجوز النصب في غير القرآن على إضمار فعل . فإن كن نساء خبر كان أي فإن كان الأولاد نساء فوق اثنتين قال أبو جعفر : قد ذكرنا فيه أقوالا ، منها : أن فوقا زائدة ، وهو خطأ لأن الظروف ليست مما يزداد لغير معنى . ومنها : الاحتجاج للأخوات ، ولا حجة فيه لأن ذلك إجماع فهو مسلم لذلك . ومنها : أنه إجماع ، وهو مردود لأن الصحيح عن ابن عباس أنه أعطى البنين النصف لأن الله - جل وعز - قال : فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك قال : فلا أعطي البنتين الثلثين . ومنها : أن أبا العباس قال : في الآية ما يدل على أن للبنتين الثلثين ، قال : لما كان للواحد مع الابن الواحد الثلث ، علمنا أن للابنتين الثلثين . وهذا الاحتجاج عند أهل النظر غلط ؛ لأن الاختلاف في البنتين وليس في الواحدة ، فيقول مخالفه : إذا ترك ابنتين وابنا ، فللبنتين النصف ، فهذا دليل على أن هذا فرضهما ، وأقوى الاحتجاج في أن للبنتين الثلثين الحديث المروي . لغة أهل الحجاز وبني أسد : الثلث والربع إلى العشر ، ولغة بني تميم وربيعة : الثلث بإسكان اللام إلى العشر . ويقال : ثلثت القوم أثلثهم ، وثلثت الدراهم أثلثها ؛ إذا أتممتها ثلاثة ، وأثلثت هي إلا أنهم قالوا في المائة والألف : مأيتها وأمأت وآلفتها وألفت . وإن كانت واحدة فلها النصف [ ص: 440 ] وهذه قراءة حسنة ، أي وإن كانت المولودة واحدة ، مثل " فإن كن نساء " ، وقرأ أهل المدينة : ( وإن كانت واحدة ) تكون " كانت " بمعنى وقعت ، مثل : كان الأمر . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي : ( فلها النصف ) . وقرأ أهل الكوفة : ( فلإمه الثلث ) وهذه لغة حكاها سيبويه . قال الكسائي : هي لغة كثير من هوازن وهذيل . قال أبو جعفر : لما كانت اللام مكسورة ، وكانت متصلة بالحرف ؛ كرهوا ضمة بعد كسرة ، فأبدلوا من الضمة كسرة ؛ لأنه ليس في الكلام " فعل " ، ومن ضم جاء به على الأصل ، ولأن اللام تنفصل لأنها داخلة على الاسم . قرأ مجاهد ، وعاصم ، وابن كثير : ( من بعد وصية يوصى بها أو دين ) على ما لم يسم فاعله . وقرأ الحسن : ( يوصى بها ) على التكثير . ( فريضة ) مصدر ( إن الله ) اسم إن ( كان عليما ) خبر كان ، واسم كان فيها مضمر ، والجملة خبر إن ، ويجوز في غير القرآن " إن الله كان عليم حكيم " على إلغاء كان . وأهل التفسير يقولون : معنى " كان عليما حكيما " : لم يزل . ومذهب سيبويه أنهم رأوا حكمة وعلما ، فقيل لهم : إن الله كان كذلك . وقال أبو العباس : ليس في قوله " كان " دليل على نفي الحال والمستقبل . وقيل : " كان " يخبر بها عن الحال ، كما قال - جل وعز - : كيف نكلم من كان في المهد صبيا

التالي السابق


الخدمات العلمية