وقد خاب من دساها [10] فأضلها. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : قد أفلح من زكى نفسه بالعمل الصالح. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : في هذا شيء من النحو غامض لم يذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء - وإن كان قد ذكر القولين في المعنى - وذلك أنه إذا كان الضمير يعود على الله جل وعز لم يعد على ( من ) من صلته شيء إلا على حيلة بعيدة، وذلك أنك إذا قدرت: قد أفلح الإنسان الذي زكى النفس لم يعد على الذي شيء من صلته، وإن قدرته: قد أفلح الإنسان الذي زكى الله نفسه لم يجز أن يكنى عن النفس؛ لأنه لا يعود على النفس شيء، ولو قدرت ( من ) للنفس كان بعيدا؛ لأن من لا
[ ص: 237 ] تكاد تقع في مثل هذا، والحيلة التي يجوز عليه أن يحمل على المعنى أن تؤنث ( من ) لأنها بمعنى النفس، أو يكون المعنى: قد أفلحت الفرقة التي زكاها الله، فيكون ( من ) للجميع، ومعنى زكاها الله طهرها بالتوفيق لطاعته.
وزكى فلان ماله في اشتقاقه قولان: أحدهما أنه من زكا الزرع إذا زاد ونما، أي كثر ماله بإخراجه الزكاة. والقول الآخر بين حسن يكون: زكى ماله طهره وخلصه بإخراج سهمان المساكين منه، ومنه (
أقتلت نفسا زكية ) أي: طاهرة مخلصة من الذنوب، ومنه عبد زكي أي طاهر.
وقد خاب أي لم يظفر بما يريد من دسى نفسه الله أي خذلها فارتكبت المعاصي، وعلى القول الآخر: من دسى نفسه أي سترها لركوب المعصية، فاشتقاقه من دس ودسس فأبدل من أحد السينين ياء كما قال:
568 - رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت
يريد ( ما).