[ ص: 295 ] شرح إعراب سورة أرأيت
بسم الله الرحمن الرحيم
أرأيت الذي يكذب بالدين [1] هذه القراءة البينة، ويجوز أن تأتي الهمزة بين بين، فتقول: أرأيت، ويجوز أريت بحذف الهمزة، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ( أرأيتك ) والكاف زائدة للخطاب، وهمزة بين بين متحركة بوزنها مخففة، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . فأما قول من قال: هي لا ساكنة ولا متحركة فمحال؛ لأنها إذا لم تكن ساكنة فهي متحركة وإذا لم تكن متحركة فهي ساكنة، فيجب على قوله أن تكون ساكنة متحركة، والدليل على أنها متحركة قوله:
588 - أان رأت رجلا أعشى أضر به ريب المنون ودهر مفند خبل
فلو قلت: أأن لكان الوزن واحدا، وهمزة بين بين كثيرا ما يغلط فيها، وهي
[ ص: 296 ] من أصعب ما في النحو، ومن دليل ما قلنا قوله عز وجل: (
سواء عليهم أأنذرتهم ) فلو كانت همزة بين بين ساكنة لاجتمع ساكنان، وكذا ( أرأيت ) الياء ساكنة وهمزة بين بين متحركة، ومن أسكنها وكسر الياء فقد جاء بما لا يجوز وما لا وجه له ولا تقدير في العربية، ويجوز أن يكون ( أرأيت ) من رؤية العين فلا يكون في الكلام حذف، وأن يكون من رؤية القلب فيكون التقدير: أرأيت الذي يكذب بالدين بعدما ظهر له من البراهين، أليس مستحقا عذاب الله؟!