يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى [ 43 ]
ابتداء وخبر في موضع نصب على الحال ، ويقال : " سكارى " ولم ينصرف لأن في آخره ألف التأنيث
حتى تعلموا نصب بحتى
ولا جنبا عطف على الموضع أي ولا تقربوا الصلاة جنبا
إلا عابري سبيل نصب على الحال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13676الأخفش : كما تقول : لا تأتني إلا راكبا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وقد ذكرنا معنى الآية إلا أنها مشكلة من أحكام القرآن فنزيدها شرحا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك :
لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى أي من النوم . وهذا القول خطأ من جهات ، منها : أنه لا يعرف في اللغة ، والحديث على غيره ، ولا يجوز أن يتعبد النائم في حال نومه ،
[ ص: 458 ] فثبت أن " سكارى " من السكر الذي هو شرب . وقوله : " حتى تعلموا ما تقولون " بدل على أن من كان يعلم ما يقول فليس سكران . " ولا جنبا إلا عابري سبيل " فيه قولان ، أحدهما : أن المعنى : لا تصلوا وقد أجنبتم . ويقال : أجنبتم ، وجنبتم ، وجنبتم .
إلا عابري سبيل إلا مسافرين فتتيممون فتصلون ، فيجب على هذا أن يكون الجنب ليس له أن يتيمم إلا أن يكون مسافرا . وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود - رحمه الله - . والقول الآخر :
لا تقربوا الصلاة لا تقربوا موضع الصلاة ، وهو المسجد " إلا عابري سبيل " إلا جائزين ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر : أيتخطأ الجنب المسجد ؟ فقال : نعم ، ألست تقرأ :
إلا عابري سبيل وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك - رحمهم الله - أن للجنب أن يتيمم في الحضر .
وإن كنتم مرضى أو على سفر أي مرضى لا تقدرون معه على تناول الماء ، أو تخافون التلف من برد أو جراح
أو على سفر لا تجدون فيه الماء
أو جاء أحد منكم من الغائط قد ذكرنا أن بعض الفقهاء قال : " أو " بمعنى الواو ، وإنما احتاج إلى هذا لأن المرض والسفر ليسا بحدثين ، والغائط حدث . والحذاق من أهل العربية لا يجيزون أن يكون " أو " بمعنى الواو ؛ لاختلافهما ، فبعضهم يقول : في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، أو جاء أحد منكم من الغائط ، أو لامستم النساء ،
وإن كنتم جنبا فاطهروا أي وإن كنتم جنبا وأردتم الصلاة . والتقديم والتأخير لا ينكر ، كما قال الله - جل وعز - :
ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل [ ص: 459 ] مسمى أي ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى . وقال الشاعر :
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة كفاني ولم أطلب قليل من المال
وقيل : في الكلام حذف بلا تقديم ولا تأخير ، والمعنى : وإن كنتم مرضى أو على سفر وقد قمتم إلى الصلاة محدثين ، فتيمموا صعيدا طيبا ، وكذا : " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة " معناه إذا قمتم محدثين .
أو لامستم النساء في معناه ثلاثة أقوال ، منها : أن يكون " لمستم " : جامعتم . ومنها : أن يكون " لمستم " باشرتم . ومنها : أن يكون " لمستم " يجمع الأمرين جميعا . و " لامستم " بمعناه عند أكثر الناس ، إلا أنه حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد أنه قال : الأولى في اللغة أن يكون " لامستم " بمعنى : قبلتم أو نظيره ؛ لأن كل واحد منهما فعلا ، فقال : و " لمستم " بمعنى غشيتم ومسستم ، وليس للمرأة في هذا فعل .
إن الله كان عفوا أي يقبل العفو وهو السهل .
غفورا للذنوب . ومعنى غفر الله ذنبه : ستر عنه عقوبته فلم يعاقبه .