لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة [ 114 ]
نجواهم في العربية على معنيين ، أحدهما : أنه يكون لما يتناجون به ويتداعون إليه ، إذا كان على هذا فـ " من " في موضع نصب ؛ لأنه استثناء ليس من الأول ؛ أي لكن من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ودعا إليه ، ففي نجواه خير . ويجوز أن يكون " من " في موضع خفض ، ويكون التقدير : إلا في نجوى من أمر بصدقة . والمعنى الآخر : أن النجوى تكون الجماعة المفردين ، فيكون " من " هنا في موضع خفض على البدل ، وفي موضع نصب على قول من قال : " ما مررت بأحد إلا زيدا " ، و " نجوى " مشتقة من : نجوت الشيء أنجوه ؛ أي خلصته وأفردته . والنجوة من الأرض : المرتفع لانفراده بارتفاعه عما حوله ، كما قال :
فمن بنجوته كمن بعقوته والمستكن كمن يمشي بقرواح
ومن يفعل ذلك شرط
ابتغاء مرضات الله مفعول من أجله وهو مصدر ، وجواب الشرط :
فسوف نؤتيه أجرا عظيما حذفت الضمة من الياء لثقلها ، ويجوز أن يؤتى به على الأصل في الشعر .
[ ص: 489 ]