وقوله :
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ؛ يروى أنها نزلت في
عبد الله بن أبي؛ وكان رأس المنافقين؛ فلما حضرته الوفاة بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله أحد ثوبيه؛ ليكفن به؛ فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحدهما؛ فأرسل المنافق إلى رسول الله : أريد الذي كان يلي جلدك من ثيابك؛ فوجه إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك؛ فقيل له فيه : لم وجهت إليه بقميصك يكفن فيه وهو كافر؟ فقال : " إن قميصي لن يغني عنه شيئا من الله؛ وإني أؤمل من الله أن يدخل في الإسلام خلق كثير بهذا السبب " ؛ فيروى أنه أسلم من
الخزرج ألف؛ لما رأوه يطلب الاستشفاء بثوب رسول الله؛ وأراد الصلاة عليه؛
[ ص: 464 ] فنزل الوحي عليه - صلى الله عليه وسلم - :
ولا تصل على أحد منهم ؛ ويروى أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه؛ وإنما مجاز الصلاة عليه أنه كان ظاهره ظاهر الإسلام؛ فأعلمه الله - جل وعز - أنه إذا علم منه النفاق فلا صلاة عليه؛
ولا تقم على قبره ؛ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دفن الميت وقف على قبره؛ ودعا له.