وقوله :
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ؛ معناها : في وقت العسرة؛ لأن الساعة تقع على كل زمان؛ وكان في ذلك الوقت حر شديد؛ وكان القوم في ضيقة شديدة؛ وكان الجمل بين جماعة يعتقبون عليه؛ وكانوا من الشدة والفقر ربما اقتسم الثمرة اثنان؛ وربما مص الثمرة الجماعة ليشربوا عليها الماء؛ وربما نحروا الإبل فشربوا من ماء كروشها؛ من الحر؛ فأعلم الله - عز وجل - أنه قد تاب عليهم من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم؛ أي : من بعد ما كادوا يقفلون من غزوتهم للشدة؛ ليس أنه يزيغ عن الإيمان؛ إنما هو أن كادوا يرجعون؛ فتاب الله عليهم بأن أقفلهم من غزوتهم.