وقوله:
أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم .
يعنى بـ "الناس"؛ ههنا؛ أهل
مكة ؛ ويروى أنهم قالوا: "العجب أن الله لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم
أبي طالب ".
وجائز - والله أعلم - أنهم عجبوا من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنذرهم؛ وبشر الذين آمنوا؛ والإنذار؛ والبشارة؛ متصلان بالبعث؛ والنشور ؛ فعجبوا أن أعلمهم أنهم يبعثون؛ ويجازون بالحسنة؛ والسيئة؛ فقال:
أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم
فموضع "أن"؛ الأولى: رفع؛ المعنى: "أكان للناس عجبا وحينا"؛ وموضع "أن"؛ الثانية: نصب بـ "أوحينا"؛ وموضع "أن"؛ المشددة: نصب بـ "بشر"؛ والقراءة
[ ص: 6 ] الفتح؛ ويجوز كسرها: "وبشر الذين آمنوا إن لهم قدم صدق عند ربهم"؛ لأن البشارة قول؛ فالمعنى: "قل لهم: إن لهم قدم صدق عند ربهم"؛ ولكنه لا يقرأ بها؛ إلا أن تثبت بها رواية؛ لأن القراءة سنة.
و"القدم الصدق": المنزلة الرفيعة؛
قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ؛ و"لساحر مبين"؛ جميعا؛ وإنما قالوا: "لسحر مبين"؛ لما أنذرهم بالبعث؛ والنشور.