وقوله:
هو الذي يسيركم في البر والبحر ؛ ويجوز: "هو الذي يسيركم"؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها .
[ ص: 13 ] حتى إذا كنتم في الفلك ؛ "الفلك"؛ يكون واحدا؛ ويكون جمعا؛ كما أن "فعلا"؛ في قولك: "أسد"؛ جمع "أسد"؛ و"فعل"؛ و"فعل"؛ من باب واحد؛ جاز أن يكون جمع "الفلك": "فلكا"؛
وجرين بهم ؛ ابتداء الكلام خطاب؛ وبعد ذلك إخبار عن غائب؛ لأن من أقام الغائب مقام من يخاطبه؛ جاز أن يرده إلى الغائب؛ قال الشاعر:
شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا على طلابك ابنة مخرم
ومثل الآية قول
كثير :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت
وقرأ بعضهم: "هو الذي ينشركم"؛ وأكثر ما جاء في التفسير في قوله:
وما كان الناس إلا أمة واحدة ؛ يعنى به
"آدم" - عليه السلام -؛
فاختلفوا ؛ اختلف
هابيل ؛
وقابيل .
وقوله:
جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان ؛
[ ص: 14 ] المعنى: "من كل أمكنة الموج"؛
وظنوا أنهم أحيط بهم ؛ يقال لكل من وقع من بلاء: "قد أحيط به"؛ أي: أحاط به البلاء؛ وقيل: أحاطت بهم الملائكة.