وقوله - عز وجل -:
وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب ؛ يعني به أن الفريقين يتلوان التوراة؛ وقد وقع بينهم هذا الاختلاف؛ وكتابهم واحد؛ فدل بهذا على ضلالتهم؛ وحذر بهذا وقوع الاختلاف في القرآن؛ لأن اختلاف الفريقين أخرجهما إلى الكفر؛ فتفهموا هذا المكان؛ فإن فيه حجة عظيمة؛ وعظة في القرآن. وقوله - عز وجل -:
كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم ؛ يعني به الذين ليسوا بأصحاب كتاب؛ نحو مشركي العرب؛ والمجوس؛ المعنى أن هؤلاء أيضا قالوا: " لن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا " ؛ وقوله - عز وجل -:
فالله يحكم بينهم يوم القيامة ؛ المعنى: يريهم من يدخل الجنة عيانا؛ ويدخل النار عيانا؛ وهذا هو حكم الفصل فيما تصير إليه كل فرقة؛ فأما الحكم بينهم في العقيدة؛ فقد بينه الله - عز وجل - فيما أظهر من حجج المسلمين؛ وفي عجز الخلق عن أن يأتوا بمثل القرآن.