وقوله:
فأجمعوا أمركم وشركاءكم ؛ ويقرأ: "فاجمعوا أمركم وشركاءكم"؛ زعم
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أن معناه: "فاجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم"؛ وهذا غلط؛ لأن الكلام لا فائدة فيه؛ لأنهم إن كانوا يدعون شركاءهم لأن يجمعوا أمرهم؛
[ ص: 28 ] فالمعنى: "فاجمعوا أمركم مع شركائكم"؛ كما تقول: "لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها"؛ المعنى: "لو تركت مع فصيلها لرضعها".
ومن قرأ: "وشركاؤكم"؛ جاز أن يعطف به على الواو؛ لأن المنصوب قد قوى الكلام؛ لو قلت: "لو تركت اليوم وزيد لعلمت"؛ جاز؛ ولو قلت: "لو تركت وزيد"؛ لقبح؛ لأنك لا تعطف على الضمير المرفوع حتى تقوي المرفوع بلفظ معه.
ومن قرأ: "وشركاءكم"؛ في قوله: "فاجمعوا أمركم"؛ بوصل الألف؛ فنصبه على ضربين؛ أحدهما: العطف على الأمر؛ المعنى: "فاجمعوا أمركم؛ واجمعوا شركاءكم"؛ ويكون: "فاجمعوا مع شركائكم أمركم"؛
ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ؛ أي: ليكن أمركم ظاهرا منكشفا؛ كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة :
بل لو شهدت الناس إذ تكموا بغمة لو لم تفرج غموا
غموا بالمكروه؛ بغمة؛ أي: ما يسترهم؛ واشتقاق ذلك من "الغمامة"؛ التي تستر؛ ويجوز "ثم لا يكن أمركم عليكم غمة"؛ أي: غما .
[ ص: 29 ] ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ؛ قرئت: "ثم أفضوا إلي"؛ فمن قال: "ثم اقضوا إلي"؛ فالمعنى: "ثم افعلوا ما تريدون"؛ و"ثم أفضوا"؛ بالفاء؛ وهي قريبة المعنى منها.