قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم كذا أكثر القراءة؛ بفتح العين؛ والتخفيف؛ وقد قرئت: "فعميت عليكم"؛ بضم العين؛ وتشديد الميم؛ هذا ما أجابهم به في أن قالوا: "إن الذين اتبعوك إنما اتبعوك غير
[ ص: 48 ] محققين"؛ فأعلمهم أنهم محققون بهذا القول؛ لأنه إذا كان على بينة ممن آمن به؛ فعالم بصير مفضول له؛ وأن من لم يفهم البينة فقد عمي عليه الصواب.
وقوله:
فعميت عليكم ؛ أي: فعميت البينة عليكم؛
أنلزمكموها ؛ القراءة بضم الميم؛ ويجوز إسكانها على بعد؛ لكثرة الحركات؛ وثقل الضمة بعد الكسرة؛
nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ؛
nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل لا يجيزان إسكان حرف الإعراب إلا في اضطرار؛ فأما ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو من الإسكان؛ فلم يضبط ذلك عنه؛ ورواه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أنه كان يخفف الحركات ويختلسها؛ وهذا هو الوجه.