وقوله:
ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا ؛ "تزدري": تستسفل؛ وتستخس؛ يقال: "زريت على الرجل"؛ إذا عبت عليه؛ وخسست فعله؛ و"أزريت"؛ إذا قصرت به؛ و"تزدري"؛ أصله: "تزتري"؛ بالتاء؛ إلا أن هذه التاء تبدل بعد الزاي دالا؛ لأن التاء من حروف الهمس؛ وحروف الهمس خفية؛ فالتاء بعد الزاي تخفى؛ فأبدلت منها الدال لجهرها؛ وكذلك "يفتعل"؛ من "الزينة": "يزدان"؛ تقول: "أنت تزدان يا هذا".
وقوله:
ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا ؛
[ ص: 49 ] لأنهم قالوا: "اتبعك أراذلنا".
وقوله:
الله أعلم بما في أنفسهم ؛ أي: إن كنتم تزعمون أنهم إنما اتبعوني في ظاهر الرأي؛ والذي أدعو إليه توحيد الله؛ فإذا رأيت من يوحد الله - جل ثناؤه - عملت على ظاهره؛ والله أعلم بما في نفسه؛ لا يعلم الغيب إلا الله.