يرسل السماء عليكم مدرارا ؛ كان أصابهم جدب؛ فأعلمهم أنهم إن استغفروا ربهم؛ وتابوا؛ أرسل السماء عليهم مدرارا .
و"التوبة": الندم على ما سلف؛ والعزم على ترك العود في الذنوب؛ والإقامة على أداء الفرائض؛ ونصب "مدرارا"؛ على الحال؛ كأنه قال: "يرسل السماء عليكم دارة"؛ ومعنى "مدرار": المبالغة .
وكان قوم
هود - أعني
عادا - أهل بساتين؛ وزروع؛ وعمارة؛ وكانت مساكنهم الرمال التي هي بين
الشام ؛
واليمن ؛ فدعاهم
هود إلى توحيد الله؛ واستغفاره؛ وترك عبادة الأوثان؛ فلم يطيعوه؛ وتوعدهم بالعذاب؛ فأقاموا على كفرهم؛ فبعث الله عليهم الريح؛ فكانت تدخل في أنوفهم؛ وتخرج من أدبارهم؛ وتقطعهم عضوا عضوا .
ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا ؛ أي: يزدكم قوة في النعمة التي لكم؛ ويجوز أن يكون: "ويزدكم قوة في أبدانكم".