ثم أعلمه الله - عز وجل - وسائر الناس أن من كان منهم غير متعنت؛ ولا حاسد؛ ولا طالب
[ ص: 203 ] لرياسة؛ تلا التوراة كما أنزلت؛ فذكر فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حق؛ فآمن به؛ فقال (تعالى):
الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ؛ يعني أن الذين تلوا التوراة على حقيقتها؛ أولئك يؤمنون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وفي هذا دليل أن غيرهم جاحد لما يعلم حقيقته؛ لأن هؤلاء كانوا من علماء اليهود؛ وكذلك من آمن من علماء النصارى؛ ممن تلا كتبهم؛ و " الذين " ؛ يرفع بالابتداء؛ وخبر الابتداء " يتلونه " ؛ وإن شئت كان خبر الابتداء " يتلونه " ؛ و " أولئك " ؛ جميعا؛ فيكون للابتداء خبران؛ كما تقول: " هذا حلو حامض " .