وقوله:
ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ؛ معناه: "ساءه مجيئهم"؛ لأنهم استضافوه؛ فخاف عليهم قومه؛ فلما مشى معهم قليلا قال لهم: "إن أهل هذه القرية شر خلق الله"؛ وكان قد عهد إلى الرسل ألا يهلكوهم حتى يشهد عليهم
لوط ثلاث مرات .
ثم جاز عليهم بعد ذلك قليلا؛ ورد عليهم القول؛ ثم فعل ذلك ثالثة؛ ومضوا معه؛
سيء بهم ؛ أصله: "سوئ بهم"؛ من "السوء"؛ إلا أن الواو أسكنت؛ ونقلت كسرتها إلى السين .
ومن خفف الهمزة قال: "سي بهم"؛
وضاق بهم ذرعا ؛ يقال: "ضاق زيد بأمره ذرعا"؛ إذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصا؛
وقال هذا يوم عصيب ؛
[ ص: 67 ] أي: شديد؛ فلما أضافهم؛ مضت امرأته - عجوز السوء -؛ فقالت لقومه: إنه استضاف
لوطا قوم؛ لم أر أحسن وجوها منهم؛ ولا أطيب رائحة؛ ولا أنظف ثيابا.