وقوله:
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا ؛ وجواب الشرط ههنا متروك؛ المعنى: "إن كنت على بينة من ربي أتبع الضلال"؛ فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى؛ وقد مر ما ترك جوابه لأنه معلوم؛ وشرحه في أمكنته.
وقوله:
ورزقني منه رزقا حسنا ؛ أي: حلالا؛ وقيل: "رزقا حسنا": ما وفق له من الطاعة؛
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ؛ أي: لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه؛ وإنما أختار لكم ما أختار لنفسي؛ ومعنى "ما أخالفك إليه"؛ أي: "ما أقصد بخلافك القصد إلى أن أرتكبه"؛
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ؛ أي: بقدر طاقتي؛ وقدر طاقتي إبلاغكم؛ وإنذاركم؛ ولست قادرا على إجباركم على الطاعة؛ ثم قال:
[ ص: 74 ] وما توفيقي إلا بالله ؛ فأعلم أنه لا يقدر هو ولا غيره على الطاعة؛ إلا بتوفيق الله؛ ومعنى " إليه أنيب " ؛ إليه أرجع.