[ ص: 204 ] وتأويل تفضيلهم في هذه الآية ما أوتوا من الملك؛ وأن فيهم أنبياء؛ وأنهم أعطوا علم التوراة؛ وأن أمر عيسى ومحمد - صلى الله عليهما وسلم - لم يكونوا يحتاجون فيه إلى آية غير ما سبق عندهم من العلم به؛ فذكرهم الله - عز وجل - ما هم عارفون؛ ووعظهم؛ فقال:
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ؛ العدل: الفدية؛ وقيل لهم: " ولا تنفعها شفاعة " ؛ لأنهم كانوا يعتمدون على أنهم أبناء أنبياء الله؛ وأنهم يشفعون لهم؛ فأيأسهم الله - عز وجل - من ذلك؛ وأعلمهم أن من لم يتبع
محمدا - صلى الله عليه وسلم -؛ فليس ينجيه من عذاب الله شيء؛ وهو كافر.