وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ؛ "كلا"؛ منصوب بـ "نقص"؛ المعنى: "وكل الذي يحتاج إليه من أنباء الرسل نقص عليك"؛ و"ما"؛ منصوبة؛ بدل من "كلا"؛ المعنى: "نقص عليك ما نثبت به فؤادك"؛ ومعنى تثبيت الفؤاد: تسكين القلب؛ وهو ههنا ليس للشك؛ ولكن كلما كان الدلالة والبرهان أكثر؛ كان القلب أثبت؛ كما قال
إبراهيم :
ولكن ليطمئن قلبي وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ؛ يجوز أن يكون "وجاءك في هذه السورة"؛ لأن فيها أقاصيص الأنبياء؛ ومواعظ؛ وذكر ما في الجنة؛ والنار؛ ويجوز أن يكون قوله:
وجاءك في هذه الحق ؛ أي: في ذكري هذه الآيات التي ذكرت قبل هذا الموضع؛ أي: جاءك الحق في أن الخلق يجازون بأنصبائهم؛ في قوله:
وإنا لموفوهم نصيبهم ؛ وفي قوله:
وإن كلا لما ليوفينهم [ ص: 85 ] وقد جاءه في القرآن كله الحق؛ ولكنه ذكرها هنا توكيدا؛ وليس إذا قيل: "قد جاءك في هذه الحق"؛ وجب أن يكون لم يأتك الحق إلا في هذه؛ ولكن بعض الحق أوكد من بعض في ظهوره عندنا؛ وخفائه علينا؛ لا في عينه؛ إذا قلت: "فلان في الحق"؛ وأنت تريد أنه يجود بنفسه؛ فليس هو في غير تلك الحال في باطل؛ ولكن ذكر الحق ههنا أغنى عن ذكر الموت؛ لعظمه؛ وأنه يحصل عنده على الحق.