معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم ؛ "الوارد": الذي يرد الماء ليسقي للقوم؛ فأدلى دلوه ؛ يقال: "أدليت الدلو"؛ إذا أرسلتها لتملأها"؛ و"دلوتها"؛ إذا أخرجتها؛ "قال يا بشراي"؛ بألف وياء مفتوحة؛ وقرئت "يا بشري".

وقد فسرناها في قوله: فمن تبع هداي ؛ وتفسيرها أن ياء الإضافة تغير ما قبلها؛ ولا يبين معها الإعراب؛ فإذا كان قبلها ألف؛ فالاختيار ألا تغير الألف؛ وبعض العرب يبدل الألف معها ياء؛ فيكون بدلها بمنزلة تغيير الحروف قبلها؛ وقرئت: يا بشرى هذا غلام ؛ بغير ياء.

ومعنى النداء في هذه الأشياء التي لا تجيب؛ ولا تعقل؛ إنما هو على تنبيه المخاطبين؛ وتوكيد القصة؛ إذا قلت: "يا عجباه"؛ فكأنك قلت: "اعجبوا"؛ و"يا أيها العجب؛ هذا من حينك"؛ وكذلك إذا قال: "يا بشراي"؛ فكأنه قال: "أبشروا"؛ وكأنه قال: "يا أيتها البشرى هذا من إبانك؛ وأوانك".

وقوله - عز وجل -: وأسروه بضاعة ؛ لما وجدوه أحبوا ألا يعلم بأنه موجود؛ وأن يوهموا أنه بضاعة دفعها [ ص: 98 ] إليهم أهل الماء؛ و"بضاعة"؛ منصوب على الحال؛ كأنه قال: "وأسروه جاعليه بضاعة".

التالي السابق


الخدمات العلمية